عقدة التشبيك؛ ماذا لو أخذتَ مكاني؟
فاجعةٌ هذه التي تجعل منّا وحوشًا أمام
الفرص. أصبحنا كأفواه بندقيّة لا نتردد أبدًا بضغط الزناد، على من وصل قبلنا
لطابور الفرصة. خاصّة إذا استشعرنا بانقراض فرصتنا أمام هذا الكم الهائل من
الإقبال!!
لكن، مهلًا.. عن أي فرصة نتكلّم؟
سأخبركم عن حربٍ خفيّة في النفوس، تجدها في
أشد المواقف حساسيّة بين الناس. تجدها بين الطلاب الجاميين، أو مثلًا بين الموظفين
الذين يتنافسون لترقية ما أو منصب ما، و بإمكانك أن تجدها في أي ساحة تنافسيّة.
تدعى هذه الحرب: "ورشة تدريبّة مجانيّة"، أو مثلًا: " فرصة
ميدانيّة بمقاعد محدودة!".
شعار هذه الحرب الخفيّة: ( سجّل اسمك و لا تخبر أحدًا!!)
التنافس المَرضيّ! |
ربما الفكرة التي أتكلم عنها في هذا المقال لم
تكتمل ملامحها حتى اللحظة، لذلك سأعرض عليكم تجربة شخصيّة مررت بها بيني و بين أحد
الزملاء في الجامعة لعلّ هذا يدعم مقالي بشيء من الوضوح أو البيان:
_مرحبًا.
·
أهلًا.
_ سمعتُ أنّكَ تخضع لدورة تدريبيّة تفيد
تخصصنا، و سمعتُ أنها بالمجّان. أين هي؟ و هل بإمكاني الانضمام؟
·
آآآآآآه.. عن أي دورة تتحدثين؟ لا بدّ أنك أسأتِ الفهم.
_ صدّقني..
أتكلم عنك. رأيتُ صورةً لك على حسابك، كنت تحتفل باجتيازك مرحلة ما، من شيء ما..
لست متأكدة منه. لكنك لم تحدد ما هو.. أخبرني بالله عليك!
·
لا لا.. لا شيء من هذا القبيل. أساسًا لا وقت لي لمثل
هذه الأنشطة!!
وهنا يا أصدقائي انتهى حديثنا.. بإنكارٍ منه،
و بإشارة استفهامٍ كبيرة في رأسي: لماذا لا يريد أن يجيبني؟؟؟؟
الوجوه الصامتة.. الأنانيّة المفرطة.. الكلمات
المبهمة.. التحركات الخفيّة.. الأسئلة التي تبقى بلا أجوبة.. الغموض الغموض و
الكثير من الغموض.. والعمل بقاعدة "نفسي نفسي"، هذا ما تجده أمامك عندما
تسأل سؤالك الساذج: كيف بإمكاني الانضمام؟
وقوفك حاجزًا بوجه غيرك لن يوصلك لأي مكان.
لا أقول لك ازهد في حياتك، و تخلّى من مقعدك.. لكن لا تكن سببًا بمنع أحدهم من
الوصول، أو حتى من حقّ المعرفة!!
آه بالمناسبة..
بعد أن دار الحديث مع زميلي في الجامعة، صادف
أنّي وجدت دورة تدريبّة تفيد تخصصي.
و أصبحتُ ضمن برنامج تدريبي في مركز آدم
للتدريب الإعلاميّ.
ورشة بعنوان: " الإعداد و التقديم
الإذاعيّ".
سمعت عنها عبر الخطأ الذي لا يغتفر. أحدهم أسقط أعجبني بالخطأ على منشور يحمل تفاصيل الدورة، فسارعت إلى التسجيل. لكن أرجوكم.. لا تخبروا أحدًا أنني التحقتُ بالصفوف، أخاف أن أموت برصاصة الطابور!
وفي الختام.. سأرفق لكم بودكاست من كتابتي و أدائي الصوتيّ بعنوان: "طابور فرصة"، ضمن برنامج بعنوان: يوميات طالب جامعيّ. تتكلم هذه الحلقة عن أزمة التنافس المرضيّ، الذي يدفع الشخص لإخفاء الخير عن الغير، تحت شعار: سجّل اسمك و لا تخبر أحدًا!!
تعليقات
إرسال تعليق